حلم يمني نافق!

يمنات
أدرك الان جيداً ان أحوال اليمن واليمنيين تذهب نحو المآل الاسوء، وتبدو الفرص بتحسن الاوضاع اقل بكثير مما كنا نتمناه او نظن انه مُمكن!
الامر كما يبدو مُتعلق بذلك الضرر الكبير الذي ألحقه التمسك الأعمى بنظرية "المُمكن" و"المُتاح" بقدرة الجميع على تحسين شروط العمل في الشأن العام، وحماية الاختيارات الافضل للناس.
لقد انخفض سقف التوقعات دوماً بسبب اداء السياسيين الرديء وضمورهم القيمي في اليمن، وتراجعت القدرة على المساءلة الأخلاقية والسياسية والوظيفية، ولذلك اصبح من السهولة تمرير الأخطاء، وتكرارها، والقبول بالأداء السيء، باعتبار ان على الجميع ان يقبل "الحاصل" وما هو موجود أيا يكن! لتأتي لغة الترويع و"التخويف" كضامن إضافي للرداءة الوطنية المُتصالح معها، فيتم تكريس منطق مذعور ودون محتوى في اللغة السائدة من قبيل ان البلاد لا تحتمل التشدد في المواقف، والوضع قابل للانفجار ويجب ان لا نُعقده بالمثاليات! وهكذا يمضي الامر في اليمن في حالة تأبيد مُستمرة لسوء المواقف والاداء والأحوال.
يدفع اليمنيين واليمنيات إذاً ثمن سقف السياسة المنخفض والرديء، وانحدار وظيفة الحكم في اليمن إلى العبث، وسوء الادارة، وغياب الأفق والرشاد، والانشغال بتوزيع المنافع والحصص، وكسب الرضا الخارجي والولاءات الداخلية لتأبيد الحاكم والثناء عليه فقط. وبينما تصعد نخب جديده إلى حاشية المقيم الجديد على سدة العرش في اليمن تنحدر ظروف اليمنيين ومصائرهم، ويبدو المستقبل مُظلماً حيث فرص التشظي الوطني، وتمزق النسيج الاجتماعي، وانبعاث الولاءات التقليدية والعصبيات القائمة على جذور المناطقية والجهوية والطائفية هي الاعلى من سواها، ولا تبدو خيارات استعادة الدولة وحكم القانون والديمقراطية راجحة او محل نظر واهتمام من قبل احد.
هذا ليس رثاء شخصي للوطن او لمصيرنا الجماعي، بل ربما هو بيان بالخسارة التي مُنينا بها بعد الاحتيال على الثورة التي أُفسدت حين أعيد انتاج كُل ما هو مُظلم باسمها، واصبح علينا "التفرج" بحيادية على أحلامنا النافقة بينما تتنازع مراكز القوى على الحصص فيما بينها!
من حائط الكاتب على الفيسبوك